الزنج وثورتهم المنسية أميرة الشيخ رضا فرحات by Maktbty
الزنج وثورتهم المنسية أميرة الشيخ رضا فرحات by Maktbty
- License
- CC0 1.0 Universal
- Total Size
- 503.99 MB
- PDF Size
- 60.58 MB
- Download
- 214
- Total Files
- 72
- PDF Count
- 9
- Extensions
- pdf, zip, torrent, epub
- Subjects
- الزنج وثورتهم المنسية أميرة الشيخ رضا فرحات
- Collections
- booksbylanguage_arabic, booksbylanguage
- PPI Count
- 300
- Media Type
- texts
- Languages
- ara
Description
Download the texts titled "الزنج وثورتهم المنسية أميرة الشيخ رضا فرحات" by Maktbty. Available in PDF format.
الزنج وثورتهم المنسية
تأليف : أميرة الشيخ رضا فرحات
الناشر : دار المحجة البيضاء.
الطبعة : الاولى 1432هـ/2011م
أميرة رضا فرحات كاتبة مجتهدة ومكابرة ، وميدانها الأثير هو التاريخ ، فقد أصدرت في غضون سنة واحدة كتابين هما: «البحث عن القرامطة» و«الزنج وثورتهم المنسية» (بيروت: دار المحجة البيضاء، 2011) .
أما كتــاب «الزنج» الذي نحن في صدده فهو من عيار الكتب الكبيرة الحـجم (448 صفحة) والمجلدة تجـليداً فنـياً ، الأمر الذي يوحي أن القارئ ربما يجد ضـالته المعـرفية بين صفحاته ، ولا سيما أن كثيراً من الأسئلة في شأن ثورة الزنج ما زالت معلقة من دون أجوبة ، على الرغم من أن كثيرين تنـاولوا الزنج وثورتـهم وقائدها علي بن محمد الذي لم يكن «زنجياً» بل فارسي من بلاد طالقـان أو الريّ وعلى سبـيل المثال كان كتـاب أحـمد علـبي «ثورة الزنج» (بيروت 1961) مرجعاً مهماً للباحثين في الثورات التي اندلعت ضد الخلافة العربية وخصوصاً في المرحلة الأموية .
وكذلك كان كتاب فيصل السامر، الموسوم بالعنوان نفسه، أي «ثورة الزنج» (بغداد 1952)، مرجعاً تأسيسياً في هذا الموضوع ، علاوة على كتب التاريخ الكلاسيكية وعشرات المقالات المتناثرة التي كتبها باحثون من مختلف المشارب أمثال طه حسين ومحمد عمارة وحسين مروة وهادي العلوي وغيرهم .
ومع ذلك بقيت هذه الحركة غامضة في بعض جوانبها ، الأمر الذي يجعل أي بحث جديد في شأنها مشروعاً تماماً وضرورياً في الوقت نفسه .
غير أن كتاب أميرة رضـا فرحات لا يشــفي الغليل البتة ، فلم تتوصل الكاتــبة إلى أجوبة ، حتى لو كانت ترجيحـية وغير حاسمـة ، عن الأسئلة التقليدية المعلقة مثل الأسئلة التالية : ما علاقة الزنج بالخوارج؟ ما مـدى تأثر ثورة الزنج وقائدها بالقرامطة وزعيمهم حمـدان قرمـط؟
ما الأثر الذي خلفته هذه الثورة في الدولة العـباسية؟
ما هـي التـفاعلات الفـكرية التي أطلقـتها في فضاء الثقافة العربية آنذاك أسوة بالحركة القرمطية؟
لم نعثر في هذا الكتاب على أي أجوبة عن هذه الأسئلة المعلقة .
وما عثرنا عليه يندرج في سياق عرض المعلومات التاريخية كما وردت في المصادر الأصلية والمراجع الحديثة ، أي ان الكاتبة أعادت رواية هذه الثورة المهمة ، وأخبرتنا ان كلمة الزنج أصلها فارسي (زنك) ، وتعني الحبشة ، وهي تطلق على السود الذين يُجلبون من أفريقيا ، ويُستعبدون في أعمال الأرض ونعرف من خلال هذا الكتاب أن علي بن محمد، قائد الثورة ، فارسي على الأرجح ، من مواليد قرية «ورزنين» القريبة من طهران .
وقد قدِمَ العراق، ونزل في سامراء ، ثم جال في البحرين وهجر والأحساء والبصرة وبغداد وصار له أعوان وأنصار ، وادّعى النسب العلوي ، وانه قاد ثورة الزنج المظلومين ضد السلطات الظالمة ، وضد أعيان الأرض .
خصوصيات الثورة
لا ريب في أن ثورة الزنج تندرج في سياق الثورات الاجتماعية ـ السياسيـة في التاريخ العــربي ، لكنها تختلف عن الثورات الأخرى في أنها اكتسبت مظهراً طبقياً خالصاً ، أي ثورة عبيد ضد مالكي الأرض ، ولم تستند إلى طائفة دينية بعـينها ، او إلى مذهب محدد .
بينما كانت البابكية ، على سبيل المثال ، ذات طابع قومي فارسـي وديني غـير إسلامي معاً واكتسى الخوارج في ثورتهم الثوب الديني الخالص .
أما القرامطة فقد اختلط في ثورتهم الجانب الديني بالجانب الاجتماعي بالمؤثرات القومية الفارسية وكان كثير من الثورات التي اندلعت في العهدين الأموي والعباسي متسربلاً بالنزعة الفارسية المهزومة والمعادية للعرب .
لم تتحرش الكاتبة بهذه المسائل مباشرة ، بل تركت لبعض النصوص المطولة ، مثل نص ابن جرير الطبري ، ان تقوم بهذه المهمة عنها .
لكن هذه النصوص نفسها كانت عبئاً على الكتاب ، وحبذا لو اختصرت الكاتبة هذه النصوص ، وانغـمرت بنفسها في غمار البحث وتوصلت إلى نتائج ترجيحية ، لكان ذلك إضافة نوعية إلى الكتب التي سبقت كتابها هذا .
فعلى سبيل المثال نقلت رواية ابن جرير الطبري فبلغت 222 صفحة (من صفحة 169 إلى صفحة 391) ، أو ما يعادل نصف الكتاب بالتمام .
ونقلت فصلين من كتاب أحمد علبي ، وكذلك فعلت في النقول من ابن خلدون وويل ديورانت وخير الدين الزركلي وأدونيس وحسن ابراهيم حسن ، أو ما مجموعه نحو 300 صفحة من أصل 448 صفحة .
إن هذه النقولات المطولة كانت عبئاً على الكتاب ، فأضعفت ناصية البحث فيه وجعلته مجرد عرض لآراء الآخرين والكتاب ، بصيغته هذه ، مفيد للطلاب الذين لا يعرفون شيئاً عن «ثورة الزنج» ، لكنه محدود الفائدة للباحثين والدارسين والمهتمين بالتاريخ العربي ، وبتاريخ الثورات في العصور العربية المختلفة ، ولا سيما الثورات التي تطلعت إلى مجتمعات تسودها المساواة والعدالة وعدم التمييز ومنها ثورة الزنج هذه .
وإنني أتوقع أن تبادر الكاتبة ، في الطبعة المقبلة ، إلى دعم الكتاب ببحوث إضافية فتكتمل الفائدة منه بالتأكيد ، ويصبح بين أيدينا مرجع جديد ومفيد عن هذه الثورة .