×
Loading...

سياسة محمد علي باشا التوسعية - سليمان الغنام by Maktbty

Book Information

Titleسياسة محمد علي باشا التوسعية - سليمان الغنام
CreatorMaktbty
PPI433
Languageara
Mediatypetexts
Subjectسياسة محمد علي باشا التوسعية - سليمان الغنام
Collectionbooksbylanguage_arabic, booksbylanguage
Uploadermaktbty
Identifier20200916_20200916_0244
Telegram icon Share on Telegram
Download Now

Description

سياسة محمد علي باشا التوسعية في الجزيرة العربية والسودان واليونان وسوريا 1811م – 1840م المؤلف : د. سليمان الغنام الطبعة الأولى : 2004م   ستظل قراءة تاريخ محمد على باشا من القراءات المحورية عند كل من يريد فهم كيف بدأ تشكّل ما يُعرف بمصر الحديثة، ولكن المفارقة أننا عندما نتكلم عن مصر الحديثة لا نتكلم عن ثورة صناعية ولا نهضة علمية ، لكن الحداثة أو التحديث في ذلك التوصيف لا تعدو تشكل معارف جديدة وهويات مختلفة بعيدًا عن المعارف الدينية الكلاسيكية ومؤسساتها العتيقة مثل مؤسسة الأزهر ، ومن هنا يتم أدلجة تجربة محمد على باشا في الكتابات القومية وتحميلها فوق ما تحتمل حتى قال جورج أنطونيوس في كتابه " يقظة العرب" أن محمد على باشا أول من نادى بالقومية العربية"!!" لكن لك أن تتخيل مدى سخف تلك المقولات عند دراسة سيرة محمد على باشا الذي لم يكن يتكلم العربية ولم يكن يتقيد في قراراته باعتبارات دينية أو أخلاقية أو عرقية كما أشار هو نفسه لشيء مثل هذا في مراسلاته مع قناصل الدول الغربية .   من الدراسات التحليلية الممتازة التي تكشف حقيقة ودوافع حروب محمد على باشا = هذه الدراسة الممتازة للدكتور سليمان بن محمد الغنام ، الذي قام بدراسة دقيقة حول أهداف حروب محمد على باشا وغاياتها ودوافعها وفي أي سياق كانت تتحرك ، ولاشك أن هذه الدراسة وقت صدورها في الثمانينات كانت من الدراسات التي تُقدّم طرحًا مختلفًا عما هو سائد في الكتابات العربية عن محمد على باشا ، فالدكتور الغنام يقرأ تصرفات محمد على باشا في ضوء الظروف والسياقات الدولية في عصره ، فالقراءة القومية تقدم محمد على باشا بوصفه مصلحًا وصاحب مشروع تنموي أجهضته الدول الأوروبية ، بينما الدكتور الغنام يرى أن محمد على باشا لم يكن صاحب مشروع تنموي إلا بقدر ما يخدم ويدعم سلطته ، وأنه كان يتحرك وفق الهامش المتاح الذي تركته له السياسية البريطانية التي كانت تدرك - وفق رؤية الغنام- متى تُطلِق يده ومتى تُحجّمه ، ومن هذا السياق قرأ الغنام حملات محمد على باشا التوسعية في الحجاز والشام واليونان والسودان .   ومن هنا كان الغنام يؤكد من خلال حوارت محمد على باشا مع قنصل إنجلترا في مصر أنه فاهم بشكل جيد لأهداف السياسية البريطانية ، ويتحرك وفقًا لها لاسيما بعد رؤية بريطانيا لمحمد على باشا بعد حملة فريزر بوصفه الرجل الذي يمكن أن تنفذ من خلاله سياستها  لذلك هو -وفق طرح الغنام- لم يكن يتحرك مخلصًا ملبيًا لدعوات السلطان العثماني للقتال في الحجاز أو اليونان بقدر ما كان يدرك أن ما يفعله يصب في مصلحة بريطانيا ، بداية من حملته على الوهابيين في الحجاز إلى إخماده ثورة اليونان ، فبقضاءه على الوهابيين قام بتأمين سيطرة بريطانيا على البحر الأحمر والخليج ، لذلك كانت أوامر الباشا لابنه إبراهيم بعدم التحرك نحو الساحل حتى لا يصطدم بالبريطانيين ، وفي ثورة اليونان كانت مدعومة من روسيا عدوة بريطانيا ، لكن عندما كان يخرج الباشا عن السيطرة كان يتم تأديبه كما حدث في تدمير أسطوله في اليونان ومقتل ثلاثين ألفًا من الجنود المصرية ، وعندما توغل في البلقان وهدد عاصمة الخلافة كانت بريطانيا تتركه لكن عندما تدخل الروس هنا حجمت بريطانيا من محمد على باشا وضغطت عليه حتى لا تتحول المسألة الشرقية والنزاع على تركة العثمانيين إلى حرب عالمية .   والحقيقة لكي تفهم ما ينقله الدكتور الغنام هنا من وقائع لابد أن تخرج عقلك من فكرة " محمد على العميل" ، فعمالة محمد على هنا ليست بالشكل التقليدي عن التابع الخاضع الذي يتلقى الأوامر ، فالرجل كانت له طموحاته التي ظن أنه يمكن له أن يحققها دون أن يعارض السياسية البريطانية في المنطقة ، وهو كان من الذكاء بحيث أدرك أهداف السياسية البريطانية في المنطقة ، لكنه ظن أنه يمكن له أن يضغط على بريطانيا بتهديده باستقلاله بمصر وهو ما كانت ترفضه السياسية البريطانية ، والحق أن الساسة في بريطانيا ما كانت تثق كثيرًا في محمد على باشا ، لكنها أدركت كيف تستعمله ، والباشا لم يجرأ قط على تحدي السياسة البريطانية ، حتى عندما شرع في احتلال الجزائر مع فرنسا هددته الأساطيل البريطانية فتراجع عن الفكرة .   رؤية الدكتور الغنام هنا لمحمد على باشا لا تعدو أكثر من كونها رؤية لرجل كان دوره هو شرطيًا للسياسة الغربية ، كانت أسمى أمانيه الاستقلال بمصر عن الدولة العثمانية وتكوين سلالة حاكمة له كما يقول فيليب مانسيل في ثلاث مدن مشرقية ، ومن ثم أنشأ الجيش وجعله رهن هذه المهمة ورهن كل ما يخدمها الذي كان من ضمنها قطعًا خدمة السياسة البريطانية في المنطقة = التي كانت تهدف من وراء اطلاق يد محمد على باشا القضاء على كل ما يهدد مواصلاتها إلى الهند ، وكانت تهدف من تحجيمه إلى عدم تغيير في شكل النظام الدولي وعدم وجود قوة كبيرة في مصر قد تهدد مصالحها في يوم ما . الكتاب ممتاز صراحة من ناحية السرد التاريخي والتحليل ، ورغم أن الكتاب متوسط الحجم لكن دسم في المعلومات .