العذراء و الغجري ( والمرأة التي جمحت )   تاليف : د.هـ. لورانس ترجمة : زغلول فهمي الناشر : أقلام عربية للنشر والتوزيع الطبعة الأولى : 2018م       عندما هربت زوجة القس مع شاب مفلس لم تعرف الفضيحة حدودا , كانت أعوام ابنتيها الصغريتين لاتتجاوز السابعة والتاسعة من العمر على التوالي , كان القس زوجا طيبا بحق , صحيح أن الشيب كان قد وخط شعره , ولكن شاربه أسود اللون , كان وسيما وممتلئا بعاطفة خفية لزوجته الجميلة الجامحة لماذا ذهبت ! لماذا ولت بهذا الإشمئزاز العارم كمس من الجنون ! لم يجد أحدهم جوابا وحدهم الأنقياء قالوا أنها إمرأة سيئة بينما التزمت النساء الصالحات بالصمت كانن يعرفن ولكن الفتاتين الصغيرتين , لم تعرفا قط !     هذه هي بداية الرواية الصغيرة الحجم التي كتبها ديفيد لورنس الأديب البريطاني الذي عرف بتقديسه للجسد وبدا ذلك واضحا في روايته عشيق الليدي تشاترلي والتي منعت لفترة طويلة في إنجلترا وتعرض بسببها الكاتب للمحاكمة , لم تنشر هذه الرواية إلا بعد وفاة الكاتب وقد حاولت ُ كثيرا أن أتجرد من افكاري السابقة وانطباعتي التي تركتها رواية الليدي التي حفلت بالكثير من المشاهد الإباحية . في العذراء والغجري ينتقد لورنس الواقع البرجوازي الذي تعيشه الأسر في ذلك الوقت من خلال قصة إيفيت إحدى الفتاتين التي هجرتهما والدتهما وتركتهما مع والدهما القس , العذراء إيفيت كانت تعيش اختناقا من محاصرة جدتها وعمتها ووالدها القس تتحين الفرص لكي تلتقي بأصدقائها البرجوازيين لكنها لا تشعر بالسعادة مع سطحية أفكارهم وتصرفاتهم التي تميل للرعونة و فهي لم تلتقي بعد الرجل الذي يشعرها باختلافها إنها تبحث عن الحب وتكره الحياة البغيضة التي تعيشها في الأبرشية ذلك النوع المتعفن من الحياة كما يقول لورنس ولكنها لم تسلم من انتقادات عمتها وكرهها للدماء التي تجري في عروقها بسبب والدتها التي هجرت العائلة تلتقي إيفيت الغجري لم يقترب الغجري منها إلا بمقدار ما سمح له لورنس بذلك وإن كانت له محاولات طفيفة إلا أن فوارق الطبقات التي كانت سائدة في ذلك الوقت جعلت لورنس يضع حاجزا بين العذراء والغجري لم تكن تعرف إيفيت طبيعة مشاعرها تجاهه وقد صرحت بذلك لصديقتها اليهودية أنها لم تعرف الحب ولكن الغجري يحرك فيها شيء ما لكنها وفق تلك الحواجز الطبقية وأحكام قبضة والدها وجدتها والعمة لم تسمح لها بأن تنجر خلف مشاعرها وهذا نادرا ما يحدث في روايات لورنس التي تزخر بالرغبات الجنسية وإن كان الأمر لم يخلو تماما على أني قرأت مقالا للكاتب الأمريكي جون نورثن يوضح فيه أن المصادر الواقعية لرواية العذراء والغجري هي مصادر شخصية تماما وهذا ما يفسر عزوف ديفيد هربرت عن نشر الرواية فالكاتب الأمريكي يصرح أن الزوجة التي فرت من القس ما هي إلا إشارة إلى زوجة ديفيد هربرت فريدا الألمانية الجنسية والتي تركت أطفالها وزوجها الأستاذ الأكاديمي ولاذت بالفرار مع لورنس !