نماذج من الفكر الفرنسي المعاصرترجمة: د. كاميليا صبحيتقديم: د. وائل غاليالناشر: دار الثقافة للنشر والتوزيع - القاهرةالطبعة: 1998الحجم: 6.37 MB410 صفحةيضم "نماذج من الفكر الفرنسي المعاصر‏" دراسات متنوعة لنخبة من المفكرين والفلاسفة الفرنسيين، وهو من ترجمة الدكتورة كاميليا صبحي‏، أستاذة الأدب الفرنسي بكلية الألسن‏، وأمينة المجلس الأعلى للثقافة حاليا، وقد سبق أن نشرت أغلب مقالات الكتاب خلال السنوات الأخيرة على صفحات مجلة "القاهرة" حين كان يحررها الناقد الراحل الدكتور غالي شكري‏، وها هي ذي تجتمع الآن على صفحات مجلد من أربعمائة صفحة ونيف فتتيح لمن لا يقدرون على القراءة بالفرنسية إطلالة على عالم خصب بالأفكار‏، موار بالخلافات‏، مصطرع الاجتهادات‏، مضيء الاستبصارات‏.‏الفصل الأول من الكتاب الجنس والوجود يضم مجموعة مقالات نشرتها مجلة لي لاترفرانسيز‏(‏ الآداب الفرنسية‏)‏ تناقش إشكالية الجنس في العالم الغربي‏، وتطرح أسئلة من نوع‏:‏ كيف كانت الحالة العقلية والنفسية لمفكرين وفنايين بارزين مثل فوكو والماركيز دي ساد وبودلير وغيرهم؟ هل الدعوة الجنسية هي الإباحية؟ وهل الأدب المكشوف أدب إباحي؟‏(‏ سبق أن عالج الروائي الانجليزي د‏.‏ هـ‏.‏ لورنس بعض هذه القضايا في كتاباته النقدية في العشرينيات‏، وإن لم ينشر بعضها إلا بعد وفاته في‏1930).‏هنا يناقش الكتاب الحب والرغبة‏، والرسومات الجنسية‏.‏أما الفصل الثاني ديكارت فارس العقل فيضم مقالات عن أبي الفلسفة الحديثة بمناسبة المئوية الرابعة لميلاده‏(‏ ولد في‏1596).‏ يحمل أحد الأقسام عنوانا يقول ديكارت عالم رياضيات كبير ضل طريقه إلي الفلسفة وفي ضوء ما جاءنا بالمقال ربما كان هذا أجدر بأن يقال عن غريم ديكارت وقرين‏:‏ بسكال‏(‏ يلاحظ جان بوري ـ بحق ـ ان علاقة هذين الرجلين أشبه بعلاقة كيركجارد بهيجل‏).‏ ويتناول الكتاب علم الأخلاق الديكارتي‏، وفكره الاقتصادي‏، ومفهوم البدن عنده من حيث هو امتداد مكاني‏، والزمن باعتباره مجالا ـ ومجليا ـ للحرية في فلسفتة لكن المقال لا يقدم شيئا عن مساهمة ديكارت الكبري في علم الرياضيات وثمة قسم يحمل عنوان ابن سينا سبق ديكارت ولا أحب مثل هذه العناوين الشوفينية‏، التي إن دلت على شيء فعلي مركب نقص‏.‏أمنا الفصل الثالث مفكرو القرن العشرين فيتناول فيليب سوليرس تحت عنان مولييري‏:‏ الثائر رغم أنفه‏، وجيل دولوز الذي وضع حدا لحياته من عمر يناهز السبعين فاستراح وأراح‏(‏ هذا رأيي لا أي الكتاب‏)، والفيلسوف الفرنسي ايمانويل ليفيناص‏، والفيلسوف الروسي المولد جانكليفيتش‏، وريمون آرون‏، وبول ريكور‏، واستعراضا لقضية العلم بين اللامعقول والمنطقية الصارمة‏، وثمة قسم عن الفيلسوف النمساوي المولد‏(‏ ما أشد اختلاط الأنساب والأعراق في هذا الكتاب‏)‏ كارل بير صاحب منطق الاكتشاف العلمي والمجتمع المفتوح وأعداؤه وجدب النزعة التاريخانية‏، وهو الرجل الذي وجه ضربات مصمية الي الوضعية المنطقية‏، والفاشية والنازية والشيوعية‏، ووقف في مواجهة عمالقة من قامة أفلاطون وهيجل وماركس‏، أعظم ممثلي المجتمع المغلق‏(‏ انظر في هذ ا الصدد السفر الجليل للدكتورة يمني طريف الخولي ـ تلك الأستاذة النابغة ـ عن فلسفة بوبر‏(‏ وهو في الأصل أطروحة جامعية‏)‏ وقد صدر في أكثر من خمسمائة صفحة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في‏1989.‏ ثم تقدم الدكتورة كاميليا صبحي مقالات عن أزمة الاتصال في العالم الغربي‏، ومحاولة لإقامة نظرية جمالية للوجود‏.‏والفصل الرابع نزع الاشتراكية الأخير يناقش هذه القضية التي ربما كانت أخطر قضايا الفكر السياسي في عصرنا منذ غامر جورباتشوف ـ أوقامر ـ بتحويل مجري الفكري السياسي والهيكل الاقتصادي والإجتماعي لبلاده‏(‏ أنظر كتاب فؤاد زكريا الناقد‏:‏ مقامرة التاريخ الكبري‏:‏ على ماذا يراهن جورباتشوف؟‏).‏ ويكتب توماس فيرانزي عن مفهوم العدالة عند المفكر الأمريكي جون راولز‏، وهو موضوع كتاب صدر في سلسلة كتاب الهلال منذ سنوات قليلة لذلك الشاعر المفكر‏، أستاذ الفلسفة الدكتور نصار عبدالله‏.‏ ويكتب دانييل بن سعيد عن ماركس السابق لزمانه‏، كما تقدم المترجمة حوارا حول ماركس ومناقشة لمفهوم نهاية التاريخ‏.‏أما الفصل الخامس والأخير ـ وهو بمثابة خاتمة تراجيدية جليلة لقرن تراجيدي يعوزه الجلال ـ فيتناول السيرة الذاتية للويس ألتوسير الذي قتل زوجته إيلين خنقا‏(‏ محققا بذلك الحلم المكبوت لأزواج لا حصر لهم‏).‏ والفصل مؤلم ومكدر بأمانته‏، ولكن نزاهة ألتوسير العقلية وصفاء ذهنه ـ إذ يحدث بعينيه في أعماق الهوة ـ جديرة بالاحترام واستخلاص العبر منها‏.‏